تتمثل أهمية تحديد الشريحة السوقية المستهدفة في رفع كفاءة البرامج التسويقية السياحية لما تتميز به كل شريحة سوقية من خصائص و سمات مختلفة تعمل على تشكيل رغباتها وإحتياجاتها الترفيهية. يتم تقسيم الشرائح السوقية على أُسس عدة. فهناك التقسيم الديموغرافي والذي يشمل تحديد مستويات الدخل للسائحين المحتملين والمساهمة في تقديم برامج سياحية وترفيهية ذات مرافق تتناسب مع الإمكانية المالية للشريحة السوقية المستهدفة. كما يمكن تقسيم الشرائح السوقية المستهدفة على أساس جغرافي للتعرف على التكاليف المصاحبة للنقل السياحي ودورها في تفضيل السائح لزيارة مقصد ما دون الآخر كون متوسط إنفاق السائح الدولي على النقل قرابة ٢٠% من التكلفة الإجمالية للرحلة. ونظراً لأهمية وجود المورد المالي والوقتي في إمكانية خوض السائح لتجربة سياحية، وجدت الحاجة إلى تقسيم السوق السياحي على قاعدة الإجازات. من خلال تحديد الفترات الزمنية التي تتيح للشريحة السوقية المستهدفة إمكانية ممارسة النشاط السياحي والتخطيط لبرنامج سياحي يتزامن مع أوقات فارغ الشرائح السوقية المستهدفة. ولا يكفي التعرف على توقيت الإجازات لضمان تقديم برامج سياحية مزامنة، ولكن تحديد المدة الزمنية للإجازات مطلب هام من خلال تحديد نوعية الإجازات ما إذا كانت إجازات قصيرة كالأعياد وعطل نهاية الأسبوع أو إجازات متوسطة كالعطل التي تتوسط الفصول الدراسية ورحلات العمل والمؤتمرات أو الإجازات الطويلة والمتمثلة في العطلة السنوية للعاملين والعطل الصيفية. وتجدر الإشارة إلى أن ثمرات تحديد الشريحة السوقية لا تنحصر فقط في مساعدة الأجهزة المسؤولة لإنتاج برامج تسويقية فعالة تلائم إحتياجات وتوقعات السائحين فحسب، بل يمتد دورها إلى التعرف على مدى رغبة السائحين في إتخاذ قرار السفر وخوض التجربة السياحية المقترحة من خلال تحديد السائحين المحتملين أو الغير محتملين لتفادي من لا يمتلكون الرغبة أو القدرة المالية والوقتية لإتخاذ قرار السفر وخوض التجربة السياحية.
محمد باسندوه
أكاديمي وباحث دكتوراه بمجال الإدارة والتنمية السياحية
Comentários