يتمثل مفهوم التجربة السياحية في تقييم السائح من منظور عاطفي ومعرفي و سلوكي لكافة الأحداث المتعلقة بالنشاط السياحي. حيث يتم بلورة التجربة السياحة عبر ثلاثة مراحل أساسية وهي: ١.مرحلة ما قبل الزيارة ٢. مرحلة الزيارة ٣. مرحلة ما بعد الزيارة لمرحلة ما قبل الزيارة تأثير هام على مدى رضا السائح عن التجربة السياحية نظراً للدور الذي تلعبه هذه المرحلة في تشكيل التوقعات وبناء التصورات لدى السائح. ويتم ذلك من خلال ما تم جمعه من معلومات عن الوجهة السياحية عبر القنوات الإعلامية التابعة للمقصد السياحي. وهنا تكمن أهمية المصداقية في البرامج الإعلانية مع حرص الجهات المعنية بالقطاع السياحي في عدم المبالغة ورفع سقف توقعات السائحين بشكل لا يتماشى مع الواقع. أما فيما يتعلق بدور مرحلة تواجد السائح بالمقصد في تشكيل التجربة السياحية. فإنها تعد المرحلة الأكثر أهمية، حيث يقوم السائح بمقارنة الصورة الذهنية التي تشكلت في مرحلة ما قبل الرحلة مع الأحداث والمتغيرات في المقصد السياحي. وتجدر الإشارة إلى الدور الكبير الذي تلعبه التحديات السياحية بالمقصد بشقيها المادي والمعنوي في بلورة التجربة السياحية لدى السائح عن المقصد. وهنا يأتي دور الجهات المختصة في أهمية التعرف على الصعوبات والتحديات التي تواجه السائحين أثناء ممارسة النشاط السياحي والعمل على حلها وتذليل الصعوبات المصاحبة لها لضمان تجربة سياحية ناجحة تتماشى مع توقعات و إحتياجات السائحين. يلي ذلك مرحلة ما بعد الرحلة. حيث تكمن أهمية هذه المرحلة في وصول الفرد للصورة الذهنية عن المقصد (Destination Image)، وتقييم السائح لجدوى التجربة السياحية. حيث يلعب الإنطباع الذهني تجاه المقصد في تحديد الأثر الذي يتركه السائح على الأخرين أثناء مشاركتهم تفاصيل التجربة السياحية. وعليه فإنه يتعين على الأجهزة المعنية بالقطاع السياحي سن القوانين والتشريعات لضمان مستوى خدمات سياحية ملائمه، هذا إلى جانب أهمية توفير خدمة إستقبال الشكاوى والملاحظات لدى موردي الخدمات السياحية وذلك لضمان خدمات سياحية ملائمة تساهم إيجاباً في تشكيل صورة ذهنية تجعل من السائح أداة تسويقية فعالة تجاه المقصد السياحي.
محمد باسندوه
أكاديمي وباحث دكتوراه بمجال الإدارة والتنمية السياحية
Comentarios