تساهم التنمية السياحية في رفع فرص العمل، تحقيق عائدات ضريبية، وخلق العديد من الفرص الإستثمارية. بالمقابل، فقد تؤدي التنمية السياحية الغير مسؤولية إلى العديد من التحديات بالمقصد السياحي على الصعيد الإجتماعي كفقدان الهوية الثقافية للوجهة، وعلى الصعيد الإقتصادي كحدوث إرتفاع في أسعار السلع والخدمات، وعلى الصعيد البيئي وذلك من خلال نظوب الموارد الطبيعية وإخلال التوازن الحيوي بالوجهة.
لتعضيم الآثار الإيجابية وللحد من الآثار السلبية للسياحية على الوجهة، تعد التنمية السياحية المستدامة أحد أهم الركائز لتحقيق ذلك. وعلية فقد عمل المجلس الدولي للسياحة المستدامة (GSTC) على معايير إستدامة الوجهات السياحية والقطاعات السياحية ذات العلاقة.
تتكون معايير المجلس الدولي للسياحة المستدامة (GSTC CRITERIA) من أربعة أقسام رئيسية تلائم إحتياجات الوجهات السياحية (Destination Criteria)، منظمي الرحلات السياحة ( Tour Operator Criteria)، ومرافق الضيافة (Hotel Criteria). يُعنى أولى أقسام معايير الإستدامة بكيفية قيام منظمي الرحلات السياحية والفنادق إلى جانب الوجهات السياحية بتشكيل الإدارة المعنية بتطبيق الإستدامة. حيث تعد هذة المرحلة جوهرية لوضع الأسس واللوائح ذات العلاقة بالإستدامة وتأهيل الأفراد المعنيني بتطبيق هذة المعايير. بمعني آخر، يعنى هذا القسم بالجانب الإداري والتنظيمي للمؤسسات والوجهات السياحية لتطبيق الإستدامة السياحية.
يركز القسم الثاني من معايير GSTC على تعزيز الآثار الإيجابية للمجتمع المضيف على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي. فعلى صعيد الوجهات السياحية، يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير حلول تُعنى بأهمية إشراك المجتمع المحلي في التنمية السياحية، ورفع الفرصهم الإقتصادية والوظيفية لهم في المجال السياحي. كما تُعنى بأهمية سن القوانين اللوائح للحد من الأنشطة والسلوكيات التي من شأنها التأثير سلبًا على المجتمع المحلي بالوجة. أما على صعيد منظمي الرحلات السياحية وقطاعات الضيافة، فيتم ذلك من خلال خلق فرص وضيفية للسكان المحليين بالوجهة والحد من سلوكيات السائحين التي لا تلاقي إستحسان المجتمع المحلي إلى جانب سن تشريعات ومبادرات تهتم بخدمة المجتمع والثقافة المحلية بالوجهة.
يُعني القسم الثالث من معايير المجلس الدولي للإستدامة على حماية القيمة التراثية للمجتمع بشقيها المادي والمعنوي إلى الجانب التراث الطبيعي للوجهة. يوفر هذا القسم نظرة ثاقبة حول أفضل الممارسات في تطوير أنشطة سياحية دون الإضرار بالقيم التراثية هذا إلى جانب تعضيم العوئد الاقتصادية ذات العلاقة بالجانب التراثي. ومن تلك الممارسات على صعيد قطاعات الإيوء ومنظمي الرحلات السياحية مدى مساهمة هذة المنظمات في الحد من الممارسات التي من شأنها الاضرار بالتراث الثقافي للمقصد. ومن تطبيقات ذلك على صعيد المقصد السياحي مدى دعم المقصد السياحي للفعاليات والأنشطة الثقافية وتعزيز الأنشطة التي تخدم الحرف اليدوية والاكلات الشعبية التي توارثها الأجيال على مر السنين.
ويأتي أخيرا رابع قسام معايير GSTC للإستدامة والتي تعنى بحماية وإدارة الموارد البيئية والطبيعية. يساهم هذا القسم في تسليط الضوء على أهم الوسائل وأفضل الممارسات للحفاظ على الموارد البيئية وتقليل التلوث والمحافظة على التنوع البيولوجي. ومن تطبيقات ذلك على صعيد الوجهات السياحية الحد من إنبعاثات الكربونية للنقل وإستبدالها بوسائل نقل صديقة للبيئة هذا إلى جانب الحد من إستخدام المواد الضارة بالبيئة وتفعيل ممارسات إعادة تدوير المواد الضارة بالبيئة. كما توصي معايير GSTC منظمي الرحلات السياحية للحد من الممارسات الضارة بالبيئة والشراكة مع الوجهة السياحية في المبادرات التي تُعنى بالجانب البيئي من خلال توعية الزوار حول الممارسات التي من تنعكس سلباً على البيئة هذا إلى جانب أهمية حث قطاعات الإيوء بالوجهة للحد من المخلفات التي من شأنها الإضرار بالبيئة وتفعيل مبادرات الفنادق الصديقة بالبيئه أو ما يعرف سياحيا بالفنادق الخضراء (GREEN HOTEL) والتي تهدف في عميلة التشغيل إلى إستخدام المواد الصديقة للبيئة وتفعيل الطاقة المتجددة وغيرها.
وللإطلاع على معايير الــ GSTC لإستدامة الوجهات السياحية ووكالاة السياحة والسفر إلى جانب مرافق الضيافة، أسعد بإرفاق المستندات ذات العلاقة أدناه ...
محمد باسندوه
أكاديمي وباحث دكتوراه بمجال الإدارة والتنمية السياحية
وأول سعودي يحصل على شهادة إحترافية من المجلس الدولي للسياحة المستدامة
Comments