.
تعاني صناعة السياحة حالها حال القطاعات الإقتصادية الأخرى من تقلبات وتذبذب في حجم الطلب، حيث يبلغ الطلب ذروته خلال فترة زمنية معينة من السنة، كما ينحدر الطلب على المنتج السياحي وقد يصل إلى التوقف في أوقات زمنية أخرى والذي بدورة يؤدي إلى ظھور مايعرف بمصطلح الموسمية، والذي يعد أحد أھم تحديات صناعة السياحة. تنشأ الموسمية السياحية المؤدية لتذبذب الطلب السياحي نتيجة لعوامل عدة يمكن تلخيصها في عوامل الطبيعية ومؤسسية ودينية .
يقصد بالعوامل الطبيعية الطقس والمناخ ودرجات الحرارة والثلوج وأشعة الشمس وغيرها من المظاهر ذات العلاقة بالطبيعة. يعد المناخ وطقس أحد أبرز مؤثرات الموسمية السياحية ويظهر ذلك في المقاصد السياحية التي تعتمد على درجات حرارة معينة تسمح بتقديم أنشطة سياحية تلائم فئة معينة من الزوار. ففي مواسم إرتفاع الحرارة يكون التأثير السلبي مباشر على الطلب في مقاصد سياحة التزلج على الجليد. كما أن الإنخفاض الحاد في درجات الحرارة يشكل هبوط كبير لرواد مقاصد سياحة الغوص.
يلي العوامل الطبيعية العوامل المؤسسية والمتمثلة بالتشريعات والقوانين المتعلقة بالإجازات السنوية للعاملين بالقطاعات الإقتصادية بشقيها العام والخاص. كما تعد أوقات الإجازات لطلبة التعليم العالي والعام أحد العوامل المؤسسية ذات التأثير المباشر على الموسمية السياحية. يتمثل تأثير العوامل المؤسسية المباشر على الطلب السياحي من خلال ضرورة توافر إجازات وأوقات فراغ لدى الفرد تتيح له فرصة مزاولة النشاط السياحي. هذا إلى جانب أهمية تزامن أوقات الإجازات لطلبة التعليم مع العاملين حتى يتسنى تفعيل أنشطة سياحية تشكل عامل جذب للسائحين ذوي الإهتمام بنمط السياحة العائلية.
يأتي أخيراً العامل الديني والثقافي كثالث العوامل ذات التأثير على الموسمية السياحية. حيث يزداد الطلب على بعض المقاصد ذات الطابع الديني بشكل كبير في أوقات معينة من السنة. وقد يصل الطلب إلى مرحلة شبه الإنعدام في أوقات أخرى. كما يتم إدراج الأعياد الدينية والإحتفالات الوطنية ضمن العناصر ذات العلاقة بالعوامل الدينية والثقافية.
محمد باسندوه
أكاديمي وباحث دكتوراه بمجال الإدارة والتنمية السياحية
Comments