تسعى الأجهزة المعنية بالقطاع السياحي لتقديم تجارب سياحية ذات أثر إيجابي تنتهي بمساهمتها في خلق الولاء لدى السائحين تجاه المقصد السياحي. يتشكل الولاء لدى السائح كنتيجة لتجربة سياحية مرضية أو أكثر تُساهم في خلق إرتباط ذهني إيجابي بين السائح والمقصد السياحي. حيث يقوم السائح بتقييم المقصد من خلال مراحل السفر الثلاثة. تأتي مرحلة ماقبل الرحلة كأول مراحل السفر الثلاثة، والتي تشمل تقييم السائح للوائح وإجراءات الوصول، هذا إلى جانب توافر وجودة مصادر المعلومات المتعلقة بالوجهة السياحية. يلى ذلك مرحلة تواجد السائح بالمقصد السياحي والتي تعد أكثر المراحل تأثيراً في تشكيل ولاء السائح وإنطباعة عن الوجهة، ففي هذه المرحلة يتم تشكيل الإنطباعات والمشاعر والذكريات من خلال سلسلة الأنشطة والفعاليات في الوجهة السياحية، كما ان للطبيعة الثقافية لمواطني المقصد السياحي دور جوهري في تشكيل إنطباع السائح الذهني عن المقصد. يأتي أخيراً مرحلة ما بعد الرحلة والتي يقوم السائح من خلالها بمقارنة المنتج السياحي النهائي المقدم مع توقعاته وتصورته السابقة. ويتم أيضا تقيم قيمة المنتج السياحي المقدم مع المورد المالي والوقتي الذي تم إنفاقه من قبل السائح لزيارة المقصد. وتجدر الإشارة بالتناسب الطردي للإنطباع الإيجابي تجاه التجارب السياحية مع ولاء السائحين تجاه المقصد.
يعد قياس درجة الولاء لدى السائحين أحد أبرز الأدوات التي يتم الإعتماد عليها للتنبؤ بمدى إحتمالية تكرار السائح للزيارة، والتي تنبع نتيجة لرغبة السائح في إسترجاع مشاعر الفرح والإستمتاع الناتجة عن الزيارة السابقة للمقصد السياحي. كما يساهم ولاء السائح في ضمان نقل صورة ذهنية إيجابية عن المقصد السياحي من خلال مشاركة السائح أبرز الأحداث والتفاصيل الشيقة التي خاضها أثناء زيارة المقصد السياحي. حيث تعد هذه الوسيلة أكثر أدوات الدعاية فعالية لما لها من مصداقية عالية لدى المتلقي مقارنة بغيرها من أدوات ووسائل الإعلان المدفوعة.
محمد باسندوه
أكاديمي وباحث دكتوراه بمجال الإدارة والتنمية السياحية
Comments