سياحة الواقع الافتراضي، بين الحقيقة والوهم

نشأ مصطلح سياحة الواقع الإفتراضي (Virtual Reality Tourism) أوان إكتشاف هذا التقنية من قبل شركة Oculus، كان حال هذا القطاع كحال عدد كبير من القطاعات الأخرى التي إستفادة من هذه التقنية على رأسهم شركات ألعاب الفيديو (Playstation & Xbox). ​ برزت ثمرات هذه التقنية على الصعيد السياحي من خلال إتاحت فرصة إكتشاف مواقع مختلفة حول العالم بتكلفة مالية منخفضة هذا إلى عدم وجود الحاجة للإنتقال و تحمل أعباء و تكاليف السفر من خلال إتاحت الفرصة للتواجد في لقطات متحركة أو صور ثابتة بزاوية ٣٦٠ درجة تتيح التحكم بزاوية الرؤية المطلوبة. ولكن لم يلقى هذا النمط من السياحة نجاحاً لإفتقاره للجانب التفاعلي مع المحيط الخارجي. ​ تم تطوير هذا التقنية من خلال خبراء تقنيين حيث أصبح بمقدور مستخدمي هذه التقنية التفاعل مع المحيط الخارجي من خلال التحرك و إختيار الأماكن والتفاعل مع المحيط الخارجي بشكل إفتراضي ومحدود طبقا للبرمجيات المتاحة من قبل المطورين التقنيين، وعرفت هذه التقنية بإسم سياحة الواقع المعزز (Augmented Reality Tourism). ​ واجه المطورون التقنيين تحدي كبير في تطوير مواد تقنية للمهتمين في هذه التقنية سياحياً نظراً للمجهود الكبير التي تتطلبه هذه التقنية لإعداد مواد تقنية تتماشى مع المهتمين في المجال السياحي ، هذا إلى جانب عدم التعاون من قبل المسؤولين في بعض المقاصد السياحية للسماح للمطورين التقنيين لإلتقاط لقطات حية للمواقع خشية ضمور الرغبة لدى المستفيدين أثناء خوض تجربة سياحة الواقع الافتراضي أو المعزز.  ​ والسؤال هنا، هل إستخدام هذة التقنية يغني السائح عن زيارة مقصد سياحي ما، والتعرف على ثقافة المجتمع و الجانب الحضاري له، والإستمتاع بالأكلات الشعبية، وشراء تذكارات سياحية تعكس ثقافة وحضارة المجتمع المضيف؟  ​ ومن الأهمية بمكان العودة لتعريف مصطلح السياحة قبل تصنيف و إدراج هذه التقنية كأحد الأنماط السياحية، فبحسب منظمة السياحة العالمية، فإن النشاط السياحي يتضمن إنتقال السائح من مقر إقامتة لغرض السياحة مسافة لا تقل عن ٨٠ كم و مدة الإقامة لا تزيد عن عام.  ​ و عليه فإن مصطلح سياحة الواقع الإفتراضي أو المعزز لابد من إعادة النظر فيه كون إستخدام هذه التقنية لا يتطلب تحديد وجهة للسفر ولا إنتقال السائح من مكان إلى آخر.  محمد باسندوة أكاديمي وباحث دكتوراة بمجال الإدارة والتنمية السياحية